+961 5 450 198

أهم الأخبار والأحداث

01
Sep
2018

ذكرى المونسينيور طوبيا ابي عاد

دعت بلدية الحازمية ورعية مارت تقلا ابناء البلدة والرعية للاحتفال بالذبيحة الإلهية في الذكرى الأولى لغياب المونسينيور طوبيا ابي عاد في 1-9-2018 بكنيسة مارت تقلا الرعائية، حيث احتفل بالقداس المونسينيور اغناطيوس الأسمر، ممثل سيادة المطران بولس مطر راعي ابرشية بيروت المارونية السامي الاحترام بالإضافة الى كاهن الرعية الخوري جورج بدر ومعاونه الأب روني معتوق.

 

وقد شارك بالذبيحة الإلهية المجلس البلدي، رئيساً وأعضاء، مختارا الحازمية وفعالياتها ورؤساء الجمعيات الدينية والمدنية والأهلية، بالإضافة الى حشد من الكهنة والراهبات والمؤمنين وعائلة المونسينيور طوبيا ابي عاد.

 

وفي ختام القداس كانت كلمة لرئيس المجلس البلدي، السيد جان الياس الاسمر جاء فيها:

" اخوتي الأعزاء

كثير منا لا يعلم الوجه الآخر للمونسينيور طوبيا ابي عاد ...

بعضنا عرفه كاهناً، راعياً صالحأً لرعيته، أباً محبّاً، صارماً لكن بحق. بعضنا الآخر عرفه أديباً مثقفاً، وآخرون عرفوه صخرة بنيت عليها هذه الرعية.

لكن من عايشه عن قرب يعلم جيّداً أنّه كان معلّماً كبيراً بروحانيّته، بعمق ايمانه، بعطائه الخفي، بمشاريعه المستقبلية، وببعد نظرته.

عرفت الخوري طوبيا ابي عاد في سبعينيات القرن الماضي، حين قدم كاهناً الى رعية الحازمية وعمل على النهوض بها، كان في ريعان شبابه، شامخاً كبيراً، متعمقاً بالعلم، شغوفاً بالعمل، قوياً بالإيمان.

دافع عن الإنسانية وناضل من أجلها  حين كنا ندافع عن الأرض والبشر ...

رفع راية المحبة وصوت الضمير حين كانت ترتفع اصوات المدافع والحقد المتبادل... بنيـنـا معه الحجر وكان البشر دوماً من اولوياتنا، حين كان الدمار سيد الموقف.

تحدّينــا معه الظروف الصعبة والحرب القاهرة، وبدأنـا العمل الى جانبه مع مجموعة من ابناء البلدة الأعزاء، فنفذنــا مشاريع رعائية عديدة، ما زادنا تقرّباً منه وتعمـّــقاً في فكره.

كنت الى جانبه في لجنة وقف مار روكس، حين بدأ حلم الرعية يكبر، آزرته في مشروع بناء كنيسة مارت تقلا، وفي لجان وقفها وبعدها في المشروع الرعائي الكبير، ورافقني في حياتي الشخصية والعملية، فكان المعلم والموجه لبناء العائلة وعراب زواجي منذ ما قبل اتخاذ القرار الى مباركته حفل الزفاف، كما رافقني وعائلتي الصغيرة، فكان مرشداً  لنا، عايشناه في منزلنا أباً روحياً للعائلة وفرداً منها فتأثــّـرنا بمزاياه وبتعاليمه.

*  * *

كبرت الرعية، وكبر الحلم، وانتقلنا الى مرحلة ثالثة، الى المجلس البلدي حيث استمر التعاون وتركـّــز على دعم المشروع الرعائي في الحازمية، أي مدافن البلدة، فقد رسّــخ فينا المعلم الكبير عمق النظرة الى الحياة الأخرى وضرورة التمهيد لهـا، واحترام مثوى الأجداد.

المونسنيور طوبيا ابي عاد، كان معطاءً مميزاً في الحقل الكهنوتي والإنساني، والعمراني، وخصوصاً في الحقل الفكري والأدبي، حيث أغنى بمؤلفاته مكتباتنا، ووزع معظمها مجاناً لمحبي العلم والمعرفة، أراه نبعاً ننهل منه علماً وثقافة وقد تعلمت منه المثابرة والإقدام والقدرة على تحمــّـل الصعاب وتحديهـا.

عرفته علامة دقيقاً في عالم الكهنوت والعلم، فإذا به أكثر دقــّــة في عالم البناء والصنـاعة ايضاً !

الخوري طوبيا ابي عاد ... المعلم الكبير ... نبع العطاء والفكر الذي لا ينضب ... لا تليق بكم صيغة الماضي، فأنتم كنتم ومازلتم أباً روحيـّــاً ومعلمـاً كبيراً وقدوة للكثيرين! "